بكالــوريا 2004
توطئـــــة
كانت حوليات الفلسفة لدورات سابقة جاهزة للسحب في المطبعة، عندما آن أوان امتحان البكالوريا لدورة 2004 ، ففرضت الواقعة مراجعة الوضع كله، وحتمت مقتضيات الراهن أولوية الدورة الحالية على سابقاتها، فأصبحت هي العمل الرئيسي وغيره ملحق به. ووجبت الإضافة وتغيير الترتيب.
جاءت هذه التوطئة متممة للمقدمة التي تجدونها في الملحق المشار إليه، ولتتناول _ إذن _ ما لم يكن واردا من قبل لسبب أو لآخر.
إن الهدف القريب من دراسة الفلسفة هو اكتساب القدرة على التفلسف. غير أن هذا يختلف من مستوى إلى آخر، فليس الأمر متساويا بين ما ينتظر من الطالب في الثانوي وما ينتظر من زميله في الجامعة. ولا يطلب من الإثنين _ في كل الأحوال _ الإبداع، فهذا من شأن الفلاسفة وحدهم. فلا مجال للانتماء إلى صف الفلاسفة دون ممارسة الإبداع أو نقده، وهما من طبيعة واحدة، فنقد الإبداع هو الآخر إبداع، بل لعله من أرقى أنواع الإبداع الفلسفي. وهما معا يندرجان تحت عنوان التفلسف.
إن التفلسف المراد من الدارس ليس إبداعا، وهو لذلك يختلف في الدرجة وليس في الطبيعة مع مثيله لدى الفيلسوف، فهو تقليد للإبداع، مع كل تحفظ من المعاني السلبية لكلمة تقليد، فالمقصود هنا عمل إيجابي بناء، يتميز بالخصوبة والتحرر، وبريء من الجمود والرتابة والانغلاق. لكن ماذا نعني بعبارة تقليد الإبداع؟
ربما تكون طبيعة التعليم كله مطابقة لمغزى هذه العبارة. ولم يكن الأمر كذلك في السابق بالنسبة للفلسفة. غير أن التطورات التي حملتها تعليميتها المعاصرة، فتحت الباب واسعا أمام ممارسات تدريبية تكوينية تعليمية من هذا القبيل. إن القضية ببساطة تعني إعادة التحليل والتركيب. أي إعادة عملية النقد التي قام بها الفلاسفة، وهو ما نصطلح عليه بتحليل النصوص. أو إعادة إبداع الفلاسفة أو عمليات التركيب لديهم، وهو ما نصطلح عليه بالمقالة الفلسفية تصميما وتحريرا. لكن لماذا هذا التقليد تحليلا وتركيبا؟
مثل هذا التقليد في المواد الأخرى يراد به رسوخ معارف ومناهج ذات نفع مادي أو مهني أو معرفي، فماذا ينتظر من التقليد في الفلسفة؟
ترتكز التعليمية المعاصرة على التدرب، لذلك تتخذ من التفلسف وسيلتها المثلى، وهو عبارة عن تقليد للفلاسفة من أجل رسوخ هذا السلوك لدى المتدرب، أي تمكنه من التصور الجيد للإبداع ونقده كما يقوم بهما الفلاسفة، والغرض هو اتساع المدارك ونمو القدرة على الممارسة الفكرية والعقلية النشيطة والبناءة لدى أفراد المجتمع. مما يجعلهم يتصرفون بكفاءة ورشاد وثبات في مختلف مناحي المعرفة والعمل، إن القصد هو استثمار عقلي يؤدي في نهاية المطاف إلى نمو الثروة العقلية لدى الفرد والجماعة، وهي جانب أساسي من الثروة البشرية أم الثروات على الإطلاق، وأرقاها وأثمنها. والسؤال هو كيف يمارس الطالب هذا التدريب على التفلسف؟ أو تقليد الإبداع ونقد الإبداع؟ أو تصميم المقالات وتحريرها، وتحليل النصوص؟
كنا قد أشرنا إلى أن هذه العمليات الثلاث متطابقة، فهي مسميات متعددة لشيء واحد، فما التفلسف لدى الطالب إلا تقليد لإبداع الفيلسوف تحليلا أو تركيبا، وما هذا إلا تحرير لمقالات أو تحليل لنصوص وتحريرها في صورة مقالات بعد ذلك. فكيف يمكن للطالب أن يتدرب عليها؟
هذه الكيفية المنهجية للتفلسف هي صميم ما تقدمه النماذج المعالجة في هذه الحوليات. فقد عمدنا إلى تصميم المقالات وفقا لخطوات محددة ودقيقة، وما على الطالب إلا أن يتثبت من هذه الخطوات ويتدرب عليها كثيرا، ثم يمارسها على مقالات ونصوص غير واردة في هذه الحوليات، على أن يعود إلى النماذج المعالجة هنا _ عند الحاجة _ للاستعانة بها وللتأكد من الخطوات والكيفيات المعتمدة في الأحوال المماثلة.
إن التفلسف المرغوب ليس من قبيل القفز في المجهول، والعمل العشوائي العقيم، بل هو عمل منهجي دقيق وواضح، وميسر لكل من اطلع عليه بالقدر الكافي وتدرب بالكيف والكم المطلوبين.
ستجدون النماذج المعالجة في هذه الحوليات خير عون على القيام بما هو مطلوب منكم في عملية التفلسف بنوعيها التركيبية والتحليلية، أي تصميم المقالات وتحريرها، وتحليل النصوص وتحريرها في صورة مقالات.
المطلوب هو التدرب الكافي كما ونوعا على هذه النماذج ثم الإكثار من التدرب على المقالات والنصوص غير المعالجة، أي تلك التي تعالجونها بأنفسكم. ومن الناحية المنهجية يكون المشكل قد حل، والغاية حصلت عندما يدرك الطالب ما هو مكلف به في حالة إنجاز مقالة أو التصدي لتحليل نص. يكون قد رسخ لديه السلوك المنهجي السليم الذي يحميه من الانزلاق والزلل.
ستجدون مراحل العمل في كل الأحوال وخطواته وكيفياته معالجة وموضحة ومشروحة في النماذج المتناولة في هذه الحوليات من المقالات والنصوص التي أعطيت في الدورة الحالية للبكالوريا. ستجدون على سبيل المثال أن المقالة ذات أقسام ثابتة لاتتغير، فعليكم بالتمكن من معرفتها وبالتأكد من رسوخها لديكم. كما تجدون وظائف محددة لهذه الأقسام لا تتبدل ولا تتغير في الوقت الراهن، وقبل حدوث تتطورات متوقعة دوما، فعليكم بالتحكم فيها لتضمنوا الإطار المنهجي لأعمالكم المقبلة في الامتحانات وغيرها من الممارسات التعليمية لديكم، والأمر ذاته في مجال تحليل النصوص.
نزعم أننا قدمنا في هذه الحوليات منهجا للعمل واضح المعالم والغايات والوسائل، وهو فوق هذا في متناول الطالب العادي الذي يملك الحد الأدنى من اللغة والمعرفة الضرورية لتحرير مقالة أو تحليل نص. ولأن مشكل أغلب الدارسين هو المنهج وليس المعلومات أو اللغة فإننا قد حاولنا التصدي لهذه الصعوبة بما رأيناه كفيلا بتذليلها. وبالله التوفيق.
ع/ حمروش
الجزائر في 2004/08/14
=====================
شعبة الآداب والعلوم الإنسانية
عالج موضوعا واحدا من الموضوعات الثلاثة الآتية:
الموضوع الأول: قيل: << إن الذكاء استعداد موجود بالقوة لا بالخبرة .>> ما رأيك؟
الموضوع الثاني: إذا كانت الرياضيات لا تقدم معرفة علمية تجريبية، ففيم تتجلى قيمتها؟
الموضوع الثالث: النص
<< إن الوظيفة الأولى للشعور إنما هي تذكر ما لم يعد موجودا، واستباق ما لم يوجد بعد. ولو كان الحاضر مجرد لحظة رياضية، لما كان ثمة (حاضر) بالنسبة إلى الشعور. واللحظة الرياضية إن هي إلا مجرد حد نظري محض يفصل الماضي عن المستقبل: فقد نستطيع على أقصى تقدير أن نتصورها، ولكننا لن نستطيع مطلقا أن ندركها، بل إننا حينما نظن أننا قد استطعنا اللحاق بها والقبض عليها، فإنها تكون قد نأت عنا وأفلتت من بين أيدينا. وأما ما ندركه في واقع الأمر عبارة عن طبقة كثيفة من الديمومة تتالف من قسمين: ما ضينا المباشر ومستقبلنا الوشيك. ونحن إنما نستند إلى هذا الماضي وننعطف على هذا المستقبل، وهذا الاستناد وذلك الانعطاف هما مايميز الكائن الشاعر. فلنقل إذن_ إذا شئتم _ إن الشعور هو همزة الوصل أو حلقة الاتصال بين ما كان وما سوف يكون ، أو هو الجسر الذي يربط الماضي بالمستقبل. >>
هنري برغسون
اكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص.
الإجابـــــــــة
الموضوع الأول: قيل " إن الذكاء استعداد موجود بالقوة لا بالخبرة " ما رأيك؟
I- المقدمة:
ـ تحديد معاني المصطلحات:
قيل: لفظ مبني للمجهول. مما يعني أن القول يتضمن عدة احتمالات.
الذكاء: هو قدرة النفس على التكيف مع المواقف الجديدة.
الاستعداد: هو التهيؤ الفطري.
الوجود بالقوة: هو الوجود الممكن لاشتماله على جميع الشروط الذاتية التي تنقله من
القوة إلى الفعل.
الخبرة: مجموعة من المعارف التي يحصلها الإنسان ـ كفرد أو جماعة ـ من تجارب
سابقة.
ـ العلاقة المنطقية: علاقة سببية.
ـ المرجعية الفلسفية: فلسفة المعرفة ـ فلسفة العلوم الإنسانية ـ فلسفة علم النفس.
- الإشكالية الفلسفية:
إذا كان الذكاء قدرة نفسية تختلف باختلاف الأشخاص, فهل مرد ذلك إلى عوامل
وراثية أم إلى عوامل بيئية؟
II - التحليل:
اقتراح موقف. وليكن: الذكاء يعود إلى عوامل وراثية.
الحجة:
_ دلت التجارب التي قام بها " سبيرمان " على أن الذكاء قدرة عامة وراثية.
_ دلت التجارب على انتقال صفة العبقرية من الآباء إلى الأبناء.
_ ملاحظة حالات التماثل في الإبداع ضمن عائلات معينة.
المناقشة "النقد":
_ تفاوت قدرة الإبداع من مجتمع إلى آخر يفسر بظروف اجتماعية واقتصادية وليس
بالوراثة.
_ دلت التجربة التي قام بها "محمود السيد" على أن قدرة الإبداع ترجع إلىعامل
تربية الآباء للأبناء. وبالتالي الذكاء محدد بالوراثة.
_ كل سلوك محكوم بعامل خارجي. والسلوك الذكي لا يشذ عن هذه القاعدة.
III- الخاتمة:
_ للبيئة الاجتماعية تأثير نسبي على الذكاء, إذ تسمح بنموه وتفتحه, ضمن حدود
الاستعدادات الفطرية، أي لا يمكنها أن تحول الغبي إلى عبقري. ويبقى الموضوع
إشكاليا فلسفيا، مما يعني أن الأهم ليس في التحيز لمذهب البيئة أو مذهب الوراثة،
بل في البحث عن كيفية توحيد الجهود وحشد الطاقات والإمكانات التي قد تمكن من بلوغ الإجابة العلمية الحاسمة، وبالتالي حل المشكلة حلا موضوعيا لا يبقى معه أي جدل أو خلاف.
التوجيهات الخاصة بهذا الموضوع:
I. المقدمة:
ـ الحدود الأساسية للموضوع: الذكاء ـ استعداد موجود بالقوة ـ الخبرة.
ـ العلاقة المنطقية: اعتبار الوراثة أو البيئة سببا في وجود الذكاء (علاقة سببية).
ـ تحديد المشكلة:
_ واقعة التباين بين الناس في خاصية العبقرية.
_ الجهل بأسباب الاختلاف في خاصية العبقرية.
_ التعارض المذهبي بين أنصار الوراثة وأنصار البيئة.
المشكلة: تتمثل في الشعور بالحاجة للبحث عن السبب الحقيقي لخاصية العبقرية أي
حقيقة الذكاء، وبالتالي كيف يمكن للإنسان بلوغ هدف المعرفة الموضوعية العلمية
للذكاء. مما يمكنه من التحكم فيه وفقا لإرادته ومصلحته.
II. التحليل:
_ على ضوء الرؤية المذهبية لحل مشكلة أصل الذكاء, نقترح موقفا فلسفيا. وليكن:
موقف أنصار الوراثة.
ـ الحجة:
_ الحجة قائمة على أساس نتائج تجارب البيولوجيين.
ـ المناقشة "النقد":
_ المناقشة قائمة على أساس نتائج تجارب الاجتماعيين (أي حجة الموقف المناقض).
III. الخاتمة:
_ إذا أردنا توظيف طريقة تلخيص المقالة في الخاتمة، فعلينا أن نبرز حاجة عامل
الوراثة إلى عامل البيئة والعكس.
_ أما إذا أردنا توظيف طريقة التجاوز ـ وهي الأهم فلسفيا ـ فعلينا أن نطرح إشكالية
بلوغ مرتبة تجاوز الجدل المذهبي العقيم، واستبداله بتعاون الكل من أجل الوصول
إلىمعرفة الذكاء معرفة علمية عملية موضوعية.
***********************
الموضوع الثاني: إذا كانت الرياضيات لا تقدم معرفة علمية تجريبية. ففيم تتجلى قيمتها؟
I. المقدمة:
ـ تحديد معاني المصطلحات:
_ الرياضيات: علم استنتاجي, يتمثل في انتقال محكم للعقل من مقدمات إلى نتائج بغية
إثبات صحتها أو احتمالها أو خطئها.
_ لا تقدم معرفة علمية تجريبية: نفي المعيار التجريبي الرياضيات.
_ ففيم تتجلى قيمتها؟: طلب بيان دور الرياضيات في العلوم.
_ العلاقة المنطقية: سببية (البحث عن سبب القيمة).
- الإشكالية الفلسفية للموضوع:
_ إذا كانت الرياضيات صورية تجريدية، لا تقوم على التجربة مطلقا. فهل هذا
يستبعد كل دور لها في تطوير العلوم التجريبية واستعمالاتها أو تطبيقاتها؟
II. التحليل:
اقتراح موقف. مثلا: كون الرياضيات علم مجرد لا يستبعد دورها في تطوير العلوم
التجريبية واستعمالاتها.
ـ الحجة:
_ صياغة القوانين الفيزيائية على صورة دالة رياضية.
_ قياس نسبة المورثات في العلوم البيولوجية ( قوانين الوراثة الكلاسيكية والحديثة).
_ استخدام الرياضيات في العلوم الإنسانية (الإحصاء ـ قياس القدرات).
_ يتجلى كذلك دور الرياضيات من خلال هندسة الفضاء وبرمجيات الإعلام
الآلي.
ـ المناقشة "النقد":
_ قابلية المقادير الرياضية لعدة قراءات في العلوم الإنسانية والعلوم البيولوجية
يقلل من قيمتها العلمية.
_ دقة نتائج العلم لا تنسجم مع احتمالية التنبؤات العلمية.
_ دخول الرياضيات مجال العلوم لم يوحد بين طبيعة المعرفة العلمية وطبيعة
المعرفة الرياضية.
III. الخاتمة:
إذا كان العلماء يسعون إلى تحقيق دقة معارفهم بالاستعانة بالرياضيات لقيمتها
(الدقة ـ الاختصار ـ الصورية). فهل ما يطمح إليه العلماء من بلوغ معارفهم
العلمية مرتبة الرياضيات مشروع، ويمكن تحقيقه؟
التوجيهات الخاصة بهذا الموضوع
I. المقدمة:
ـ الحدود الأساسية للموضوع: المعرفة العلمية التجريبية ـ قيمة الرياضيات.
ـ العلاقة المنطقية بين حدود السؤال: سببية (الرياضيات سبب في تطوير العلوم).
ـ تحديد المشكلة:
_ التباين بين الرياضيات كعلم صوري والعلوم التجريبية.
_ التداخل بينهما في المستوى الإجرائي.
المشكلة: تبدو ظاهريا في الشعور بمدى شكلية هذا التباين النظري وجدية التداخل العملي,
أماجوهرها فيتمثل في حاجة العلوم التجريبية إلى التطور الذي يرفعها إلى مرتبة
الرياضيات.
II. التحليل:
إقرار التداخل كموقف فلسفي.
ـ الحجة: قائمة على أساس إبراز أثر الرياضيات في العلوم.
ـ المناقشة "النقد": قائمة على محدودية هذ التأثير.
III. الخاتمة:
فتح مجال الطموح للارتقاء بالمعرفة العلمية والتساؤل عن مشروعيته.
*********************
الموضوع الثالث: تحليل النص
المرحلة الأولى:
المرحلة التحليلية، وتشتمل على:
أ ـ قراءة النص قراءة تأملية متأنية بغرض توجيه الانتباه المركز إلى محتوى النص.
ب ـ شرح وتحليل وتصنيف عبارات النص.
ويتعين علينا أولا تصنيف عبارات النص بحسب وظائفها فيه، فنجد الآتي:
1 ـ العبارة التي تبتدئ بقوله: " إن الوظيفة الأولى للشعور"، وتنتهي بقوله: " مالم يوجد بعد ". 2 ـ العبارة التي تبتدئ بقوله: " ولو كان الحاضر "، وتنتهي بقوله: " بالنسبة إلى الشعور ".
3 ـ العبارة التي تبتدئ بقوله: " واللحظة الرياضية " وتنتهي بقوله: " ما يميز الكائن الشاعر ".
4 ـ العبارة التي تبتدئ بقوله: " فلنقل إذن " وتنتهي بقوله: " يربط الماضي بالمستقبل ".
نعتمد على هذا التصنيف في وضع جدول يحدد وظائف عبارات النص:
العبارات الدالة على الإشكال
|
العبارات الدالة على الموقف
|
العبارات الدالة على الحجة
|
العبارات الهامشية (التي ليست لديها وظيفة فلسفية أو منطقية في النص كالتشبيه والمجاز)
|
لا توجد عبارات تدل على الوظيفة الإشكالية في النص، مما يعني أن النص لا يطرح إشكالا فلسفيا.
|
1 ـ إن الوظيفة ......... لا يوجد بعـد
4 ـ فلنقل إذن ............ الماضي بالمستقبل
|
2 ـ ولو كان الحاضر .............بالنسبة إلى الشعور
3 ـ واللحظة الرياضية
.........ما يميز الكائن الشاعر
|
هناك عبارات هامشية في النص، هي سبب ضعف حجته، لأنها غير منطقية، وذلك مثل: "أفلتت من بين أيدينا". و"إن الشعور هو همزة الوصل أو حلقة الاتصال، أو هو الجسر".
|
ينتج من خلال الجدول تصنيف العبارات ( 1 _ 4 ) في العبارات الدالة على الموقف، لأنها
عبرت عن الوظيفة الأساسية للشعور.
وتصنيف العبارات ( 2 _ 3 ) في الحجة، لأن العبارة ( 2 ) دلت على أن الزمن شعوري وليس رياضيا. والعبارة ( 3 ) دلت على أن إدراك الزمن لا يتم إلا كديمومة.
المرحلة الثانية:
المرحلة التركيبية، والتي تشتمل على:
ـ التعريف بصاحب النص: هنري برغسون فيلسوف فرنسي روحاني.
ـ المرجعية الفلسفية للنص: فلسفة المعرفة ـ فلسفة العلوم الإنسانية ـ فلسفة علم النفس.
ـ الإشكالية: لا إشكالية في النص، فهو يخلو من العبارات الدالة على الإشكال.
ـ الموقف: يرى برغسون أن وظيفة الشعور هي الربط بين الحاضر والمستقبل.
ـ الحجة: ـ الشعور باللحظة الزمنية يستبعد أن يكون لحظة رياضية.
ـ كون الزمن لا يدرك ( إدراك حدسي ) إلا كديمومة على عكس الزمن الرياضي، فوظيفة
الشعور هي الربط بين الماضي والمستقبل.
المناقشة "النقد":
ـ طبيعة الشعور عند برغسون فكرة ميتافيزيقية لا يمكن التحقق منها.
ـ جعل المعرفة الحدسية فوق المعرفة العقلية فيه مبالغة وإقصاْء لقدرة العقل.
ـ بالغ في جعل الغريزة ( الحدس ) واعية بذاتها قادرة على أن تنظر في موضوعها،
وتتسع به اتساعا لا حد له.
الاستنتاج:
طبيعة الشعور ليست ملحمة خيالية تحكمها أسس جمالية فقط، بل تحكمها أسس عقلية
كذلك.
=================
الشعبة: آداب وعلوم إسلامية + آداب ولغات أجنبية
عالج أحد الموضوعات الآتية:
الموضوع الأول: كيف يوفق العدل بين المساواة واللامساواة؟
الموضوع الثاني: أثبت بالبرهان صدق القول بأن الرياضيات ما هي في النهاية إلا اتساق النتائج
مع منطلقات يفترضها العقل.
الموضوع الثالث: النص.
<< للحيوانات والنباتات وراثة بيولوجية, ولكن الإنسان خلق لنفسه مجموعة هامة من المظاهر والصور التي تتناقلها الأجيال, ومثل هذه الصور والمظاهر التي يتناقلها البشر جيلا بعد جيل, يمكن تسميتها " وراثة ثقافية اجتماعية ". وأول ما نعني بهذا النوع من الوراثة, هو اللغة التي نتكلمها وهي أشبه بإطار يحيط بنا، ندفع ونحن بداخله، لنشترك مع الآخرين ولنرتبط بهم، ولترتبط أفكارنا المتقاربة. وتحوي هذه الوراثة صورا وسلوكا ومشاعر تعلمناها منذ حداثتنا ولا يمكن أن ندرك حقيقة هذه الصور المتوارثة إلا عندما نتقابل مع آخرين لديهم صور أخرى متوارثة, ولكنها مخالفة لما توارثناه.
فمذهب العراة مثلا, مذهب مثير لكثير من البشر, ولكن أناسا آخرين يرون أن ارتداء الملابس عناد وصلابة رأي, ويأكل بعض الناس الحشرات, ولكنهم يشعرون باشمئزاز لمجرد الفكرة القائلة بأكل لحم الخنزير.
ولقد ورثنا عن أسلافنا معارف علمية وفنية كثيرة وكنوزا من الأدب وشعرا وموسيقى ونظما دينية وقانونية, ومثل هذه الوراثة الثقافية والاجتماعية لا مفر منها, وهي تتغير وتتحول باستمرار وتنمو أو تنهار تدريجيا في بطء. وما هذه التغيرات والتطورات إلا مكاسب ومغانم قدمها أفراد مبرزون أو مجاميع من الشعب. وبموازنة هذه الوراثة الثقافية الاجتماعية بالوراثة البيولوجية العادية، نجد أن الأولى لا تنتقل بالكروموسومات والخلايا الجنسية كما هو الحال في الثانية.>>
دان و دوبشانسكي Dunn et Dobzhansky
الوراثة والسلالة والمجتمع ص: ((55_54
اكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص
الإجابــــــــة
الموضوع الأول: كيف يوفق العدل بين المساواة واللامساواة؟
I ـ المقدمة:
ـ تحديد معاني المصطلحات:
يوفق: يتجاوز النقيضين إلى مركب أعلى.
المساواة: فلسفة للعدالة تقضي باعتبار جميع الناس متساوين أمام القانون، أو متساوين
في الحقوق والواجبات.
اللامساواة: هي التفاوت الطبيعي أو الاجتماعي بين الناس.
العدل: صفة ما هو مطابق للقانون الطبيعي أو الوضعي.
ـ العلاقة المنطقية:
علاقة ماهوية ( ما هية العدل المساواة أو اللامساواة ).
ـ المرجعية الفلسفية:
فلسفة المعرفة _ فلسفة العلوم الإنسانية _ فلسفة القانون.
ـ الإشكالية الفلسفية للموضوع:
إذا كانت مطابقة العدل للقانون الطبيعي تهدم المساواة الاجتماعية، وتطابق القانون
الوضعي، وفي مذهب الاشتراكيين تلغي التفاوت الطبيعي.
فهل يفهم من هذا امتناع التوفيق بين المساواة واللامساواة لتحقيق العدل؟
أو أن الإشكال يتجاوز كل هذا الجدل المذهبي إلى عجز العلوم الإنسانية، ومنها
القانون،على إدراك ميادينها إدراكا موضوعيا دقيقا، مما يمكنها من حسم النزاع،
وبالتالي إقامة العدل على أساس راسخ من قوانين العلم الصحيح؟
II ـ التحليل:
ـ اقتراح موقف، وليكن: التوفيق بين المساواة واللامساواة لإقامة العدل.
ـ الحجة:
_ المساواة بين الجريمة والعقاب.
_ المساواة بين الجهد المبذول والاستحقاق.
_ المساواة بحسب التفاوت الطبيعي.
_ تحقيق المساواة أمام القانون.
المناقشة " النقد ":
_ العدل يتحقق بالنظر إلى نسبية المساواة واللامساواة.
_ وحدة الطبيعة تقتضي إلغاء التفاوت الاجتماعي حتى يقوم العدل.
_ التوفيق بين المساواة واللامساواة ممتنع عقليا.
التوجيهات الخاصة بهذا الموضوع:
I- المقدمة:
ـ الحدود الأساسية للموضوع:
التوفيق _ العدل _ المساواة _ اللامساواة.
ـ العلاقة المنطقية: علاقة ماهوية ( ما دامت المساواة خاصية للعدل ).
ـ تحديد المشكلة:
_ العدل مطلب اجتماعي.
_ تباين في النظرة إلى أساس العدل.
_ المشكلة: تتمثل في الشعور بالحاجة إلى البحث عن الأساس الحقيقي للعدل.
II ـ التحليل:
ـ اقتراح موقف فلسفي، وليكن: التوفيق بين المساواة واللامساواة لتحقيق العدل.
ـ الحجة:
_ تتمثل في إبراز المساواة من خلال تعدد أنواع العدل عند أرسطو مثلا.
_ إبراز عدم التعارض بين المساواة والتفاوت الطبيعي.
المناقشة " النقد ":
_ تتأسس على رفض التوفيق بين المساواة واللامساواة لتحقيق العدل، لعدم انسجام
هذا التوفيق مع العقل والمنطق، ومع الطبيعة كذلك.
III ـ الخاتمة:
_ تتمثل في البحث عن مدى جدية هذا التوفيق من الناحية الإجرائية، أي على المستوى العملي.
**********************
الموضوع الثاني: أثبت بالبرهان صدق القول بأن الرياضيات ما هي في النهاية إلا اتساق النتائج
مع منطلقات يفترضها العقل.
I ـ المقدمة:
ـ تحديد المصطلحات:
_ الإثبات: هو الجمع بين الموضوع وصفة الحكم عليه.
_ البرهان: انتقال عقلي محكم من مقدمات إلى نتائج بغية إثبات صحتها أو احتمالها أو
خطئها.
_ الصدق: مطابقة الكلام الحقيقية بحسب اعتقاد صاحبه.
_ الرياضيات: علم فرضي استنتاجي.
_ الاتساق: الخلو من التناقض.
_ منطلقات: افتراضات يضعها العقل، الأوليات المنطقية.
ـ العلاقة المنطقية:
_ علاقة ماهوية ( البرهان خاصية للرياضيات ).
ـ المرجعية الفلسفية:
_ فلسفة المعرفة _ فلسفة العلوم _ فلسفة الرياضيات.
ـ الإشكالية الفلسفية:
_ لقد قامت الرياضيات منذ أقليدس على فكرة الضرورة العقلية لمبادئ البرهان
الرياضي. غير أن ظهور الأنساق الرياضية اللاأقليدية حول اليقين الحدسي إلى
يقين افتراضي، فهل معنى هذا أن الرياضيات المعاصرة هي مجرد نسق فرضي
استنتاجي؟
II - التحليل:
ـ اقتراح موقف. وليكن: النسق الرياضي مجرد بناء فرضي استنتاجي.
ـ الحجة:
_ الحركة النقدية الداخلية للرياضيات أدت إلى تعدد وتنوع الأنساق الرياضية
( نسق لوباتشيفسكي _ نسق ريمان إلخ...).
_ اعتبار مبادئ النسق الرياضي مجرد فروض صورية تجعل صدق النتائج
مرهون بعدم تناقضها مع هذهالمبادئ.
_ شروط كل نسق رياضي صورية منطقية، يلزم عنها عدم تناقض النتائج
مع المقدمات.
_ اختلاف التصورات والمفاهيم بين الأنساق يجعل الرياضيات فرضية
استنباطية.
ـ المناقشة " النقد ":
_ تطور الفكر الرياضي لم يتجاوز الصدق الصوري في الرياضيات
الكلاسيكية.
_ اليقين المطلق قاسم مشترك بين كل الأنساق الرياضية.
_ الأصول المنطقية محددة للرياضيات الكلاسيكية وللرياضيات
المعاصرة.
III – الخاتمة:
_ ظهور الرياضيات المعاصرة لم يؤد إلى إبطال الرياضيات الكلاسيكية بقدر
ما أدى إلى إثرائها، وتحرير الفكر الرياضي، وزيادة القدرة العقلية.
التوجيهات الخاصة بهذا الموضوع:
I - المقدمة:
ـ الحدود الأساسية لهذا الموضوع:
_ إثبات _ البرهان _ صدق _ القول _ ماهية الرياضيات.
ـ العلاقة المنطقية:
_ علاقة ماهوية ( الإثبات بالبرهان خاصية الرياضيات ).
ـ تحديد المشكلة:
_ التباين في مبادئ البرهان الرياضي الكلاسيكي والمعاصر.
_ ظهور أزمة الرياضيات.
II - التحليل:
ـ اقتراح موقف. وليكن: النظرة المعاصرة لماهية الرياضيات.
ـ الحجة:
_ تتجلى من خلال إبراز آثار الحركة النقدية الدخلية للرياضيات.
ـ المناقشة " النقد ":
_ تكون من خلال إبراز الخصائص المشتركة بين الرياضيات الكلاسيكية
والرياضيات المعاصرة.
III - الخاتمة:
_ تقرير الأثر الإيجابي للرياضيات على نمو القدرة العقلية.
*********************
الموضوع الثالث: تحليل النص
المرحلة الأولى: المرحلة التحليلية
_ قراءة النص قراءة متأنية تأملية قصد تركيز الانتباه على مضمونه الفلسفي والمنطقي.
_ شرح عبارات النص وتحليلها وتصنيفها بحسب وظائفها الفلسفية والمنطقية أو الهامشية.
تصنيف عبارات النص:
1_ العبارة من: " للحيوانات والنباتات... إلى: " وراثة ثقافية اجتماعية ".
2_ العبارة من: " وأول ما نعني...إلى: " لحم الخنزير ".
3_ العبارة من: " ولقد ورثنا ... إلى: " أو مجاميع من الشعب ".
4_ العبارة من: " وبموازنة... إلى: " كما هو الحال في الثانية ".
بالاعتماد على التصنيف نجدول العبارات، ليسهل استعمالها في التحليل:
العبارات الدالة على المشكلة
|
العبارات الدالة على الموقف
|
العبارات الدالة على الحجة
|
العبارات الهامشية ( لا وظيفة فلسفية أو منطقية لها في النص )
|
النص خال من العبارات الدالة على المشكلة.
|
1 _ للحيوانات والنباتات... وراثة ثقافية واجتماعية.
|
2 _ وأول ما نعني ... لحم الخنزير.
3 _ ولقد ورثنا ... أو مجاميع من الشعب.
4 _ وبموازنة ... كما هو الحال في الثانية.
|
تكاد تنعدم في النص، لذلك فإن تأثيرها السلبي على التصورات أو الحجة ضعيف، ومنها: " وهي أشبه بإطار "
|
يتضح لك من الجدول أننا صنفنا العبارات (1) في خانة العبارات الدالة على الموقف لأنها تقرر وجود الموروث الثقافي.
وصنفنا العبارات (2، 3 ، 4) في الحجة لأن العبارات (2) تضمنت الاختلاف الثقاقي كسبب للموروث الاجتماعي الثقافي. والعبارات (3) أبرزت خاصية التغير الثقافي كسبب للموروث الثقافي الاجتماعي. والعبارات (4) تضمنت الموازنة بين وسيلة نقل الوراثة البيولوجية، ووسيلة نقل الوراثة الثقافية.
المرحلة الثانية: المرحلة التركيبية
ـ ترجمة وظيفية عن صاحب النص، تفيد عملية التحليل، إذا كان ذلك ممكنا، وعندما يتعلق الأمر بالفلاسفة المقررين في برنامج المادة وفي المستوى المعني، وإلا استحال على الطالب استعمال هذه الخطوة.
ـ المرجعية الفلسفية للنص: فلسفة المعرفة _ فلسفة العلوم الإنسانية _ فلسفة علم الاجتماع.
ـ الموقف: يرى صاحب النص أن الثقافة موروث اجتماعي.
ـ الحجة:
_اختلاف السلوك الثقافي باختلاف المجتمعات، دليل على أن الثقافة موروث اجتماعي.
_ ما دامت الثقافة تتغير بتغير المجتمعات والأفراد، فهي بالضرورة موروث اجتماعي.
_ وسيلة نقل الثقافة ليست بيولوجية بل اجتماعية ( اللغة )، مما يؤكد أن الثقافة موروث اجتماعي.
ـ المناقشة "النقد":
_ تطور وسائل الاتصال من جهة والتقليد من جهة أخرى، يحدان من فاعلية الموروث
الثقافي.
_ عدم مساهمة الثقافة في الإبداع الحضاري، يعطل الموروث الثقافي.
ـ الاستنتاج:
_ رد الثقافة المحلية " للوراثة الاجتماعية " تفسير غير كاف، يتضمن دعوة للكسل
والتخلف الثقافي.
========================
الشعبة: علوم الطبيعة والحياة + علوم دقيقة + تكنولوجيا + تسيير واقتصاد
عالج أحد الموضوعات الثلاثة الآتية:
الموضوع الأول: هل تعتقد أن الإنسان مسؤول عن أفعاله في كل الأحوال؟
الموضوع الثاني: هل ترى أن اليقين في نتائج العلوم قد بلغ درجة اليقين الرياضي؟
الموضوع الثالث: النص
<< لقد آمن بعض العلماء أن شخصية الإنسان محدودة بالوراثة, وكذلك ثقافته وتقدمه. وليس للبيئة فيها سوى تأثير قليل.
ولكن بعض المتخصصين في طبائع البشر _ الذين من صميم عملهم دراسة ومقارنة الثقافات المختلفة _ يرون أن الإنسان مجرد مخلوق من صنع ثقافته, وأن تأثير الوراثة في نظرهم أمر لا يتعدى سطح الجلد الخارجي, ولهذا رأينا في الأعوام الأخيرة, كيف خضع الأطفال اليابانيون لتمرين بل ولتدريب قاس وفي سن مبكرة, وكيف تشكل السلوك الياباني نتيجة لهذا التمرين ولهذا التدريب.
كل ما يلزم قوله عن مثل هذه النظريات, إنها قد أخفقت في أن تدخل في حسابها هذه الحقيقة المؤكدة, وهي أن شخصية الإنسان, وكذلك صفاته الجسمانية تنتج عن نمو وتقدم, تلعب فيهما كل من الوراثة والبيئة دورا هاما.>>
دان و دوبشاتسكي Dunn et dobzhansky
الوراثة والسلالة والمجتمع ص: (57-56)
اكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص.
الإجابــــــــة
الموضوع الأول: هل تعتقد أن الإنسان مسؤول عن أفعاله في كل الأحوال؟
I – المقدمة:
ـ تحديد المصطلحات:
_ الاعتقاد: هو التصديق بأمور دون توفر الأدلة العقلية على صحتها.
_ الإنسان: هو الكائن العاقل صاحب الأهلية لأن يسأل عن تبعة أفعاله.
_ المسؤول: هو الذي يقاضى عن أفعاله.
_ كل الأحوال: أي بصورة مطلقة.
ـ العلاقة المنطقية:
علاقة ماهوية ( المسؤولية خاصية للشخص الإنساني ).
ـ المرجعية الفلسفية:
فلسفة المعرفة _ فلسفة العلوم الإنسانية _ فلسفة الشريعة والقانون.
ـ الإشكالية الفلسفية:
إذا كان الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسأل عن تبعة أفعاله، فهل معنى هذا أنه
مسؤول بصورة مطلقة؟
II – التحليل:
اقتراح موقف، وليكن: الإنسان مسؤول بصورة مطلقة.
ـ الحجة:
_ طبيعة الإنسان العاقلة والحرة، تقتضي المسؤولية في كل الأحوال، أي المسؤولية
المطلقة.
_ تحقييق العدالة، يقتضي تحميل المسؤولية للإنسان في كل الأحوال.
_ التكفير عن الذنب لا يكون إلا بتحميل المسؤولية للإنسان في كل الأحوال.
_ كون الاختيار المطلق، يترتب عليه الشعور بالقلق. فهو علامة على أن الإنسان
مسؤول في كل الأحوال، أي مسؤولية مطلقة.
ـ المناقشة " النقد ":
_ اعتبار المعرفة نسبية، يستبعد المسؤولية المطلقة.
_ ارتباط الجريمة بأسباب بيولوجية _ على ما دلت عليه التجارب _ يرفع المسؤولية
عن الإنسان.
_ رد السلوك الإجرامي إلى أسباب اجتماعية، يلغي المسؤولية عن الفرد مطلقا.
III - الخاتمة:
_ إذا اعتمدت منهج تلخيص المقالة في الخاتمة، يمكن أن تقول: إن المسؤولية يتحملها
الفرد والمجتمع معا، لأن تحميل المسؤولية للفرد وحده يغذي روح الانتقام عنده،
وتحميل المسؤولية للمجتمع وحده يؤدي إلى انتشار الجريمة واستفحالها. فما هو
السبيل الأكثر فاعلية للوقاية من الجريمة؟
_ أما إذا اخترت منهج التجاوز في الخاتمة، أي توظيف الخاتمة لطرح مشكلة أشمل
وأعمق من هذه التي يطرحها الجدل المذهبي السابق، يمكن أن تقول: إن الجدل
المذهبي عقيم ومضيعة للوقت والجهد، ولا طائل من وراء الانحياز لهذا المذهب أو
ذاك، ولا جدوى من الوقوف في صف من يحمل الفرد المسؤولية المطلقة، أو
مناصرة من يحملها للمجتمع. بل الأجدر من كل هذا والأهم هو البحث عن كيفية
توحيد كل الجهود والطاقات لتطوير المعرفة الإنسانية في هذا المجال لتصل إلى
مرتبة المضوعية والدقة العلمية، التي تسمح بتحديد المسؤولية تحديدا علميا لا يمكن
النزاع فيه، ولا يبقى معه مجال لأي تعسف أو ضرر للفرد أو المجتمع.
********************
التوجيهات الخاصة بهذا الموضوع:
I - المقدمة:
ـ الحدود الأساسية لهذا الموضوع:
الاعتقاد _ الإنسان _ مسؤول عن أفعاله _ في كل الأحوال.
ـ العلاقة المنطقية:
علاقة ماهوية ( أهلية الإنسان وحده للمسؤولية، أي أن المسؤولية خاصية جوهرية
للإنسان ).
ـ تحديد المشكلة:
_ الجريمة ظاهرة حتمية بالنسبة للمجتمع، واحتمالية بالنسبة للفرد.
_ ضرورة القضاء على الجريمة، تقتضي تحميل المسؤولية.
_ المشكلة: تتمثل في الشعور بضرورة معرفة من يتحمل المسؤولية.
II- التحليل:
_ اقتراح موقف، وليكن: الموقف الفلسفي الذي يتضمن اعتبار الفرد مسؤولا مسؤولية
مطلقة ( النظرية العقلية ).
ـ الحجة:
_ تتجلى الحجة من خلال إبراز خصائص الإنسان.
ـ المناقشة " النقد":
_ يعتمد النقد على تجاوز هذه المبررات بالاعتماد على نسبيتها.
III- الخاتمة:
_ تجاوز تحميل المسؤولية لطرف دون الآخر.
*******************************
الموضوع الثاني: هل ترى أن اليقين في نتائج العلوم قد بلغ درجة اليقين الرياضي؟
I- المقدمة:
ـ تحديد المصطلحات:
_ ترى: الرأي هو الظن وحالة وسط بين العلم والجهل.
_ اليقين: هو شعور قوي بالصواب.
_ نتائج العلوم: القوانين.
_ اليقين الرياضي: هو الحاصل نتيجة البرهان.
_ نتائج العلوم: القوانين.
_ اليقين الرياضي: هو الاقتناع الحاصل نتيجة البرهان.
ـ العلاقة المنطقية:
_ علاقة ما هوية ( تساؤل عن تماهي اليقين العلمي واليقين الرياضي ).
ـ المرجعية الفلسفية:
فلسفة المعرفة _ فلسفة العلوم _ فلسفة العلوم التجريبية.
ـ الإشكالية الفلسفية:
_ إن بلوغ الرياضيات مرتبة الصورية جعل اليقين فيها مطلقا. مما حدا بالعلوم
التجريبية إلى استخدام الصياغة الرياضية طلبا لليقين. فهل بلغت العلوم التجريية
مستوى اليقين في الرياضيات؟
II- اقتراح موقف، وليكن: اليقين في العلوم التجريبية لم يبلغ مستوى اليقين الرياضي.
ـ الحجة:
_ ما دام موضوع العلوم حسيا، فنتائجها ظنية يلازمها الشك.
_ افتقار الاستقراء للمشروعية المنطقية، يجعل النتائج العلمية دون اليقين المطلق.
_ تطور العلم أدى إلى اعتبار نتائجه احتمالية ترجيحية، مما يحول دون بلوغها اليقين
الرياضي.
_ نسبية التنبؤ العلمي تعني عدم بلوغ العلوم درجة اليقين المطلق.
ـ المناقشة " النقد":
_ تطور العلم أدى إلى الاستعانة بالرياضيات.
_ الادراك العلمي يتطلب تحويل الظاهرة الكيفية إلى صورة كمية.
_ استعانة علم الفيزياء بالمنهج الرياضي.
_ اتساع استخدام الرياضيات في مجال العلوم، حتى قيل: ( يجب أن تكون
الرياضيات هي لغة العلوم ).
III- الخاتمة:
_ استعانة العلوم بالرياضيات أدى إلى تطورها. لكن دون بلوغها درجة اليقين
الرياضي، وهذا بالنظر إلى طبيعة المعرفة العلمية. هذا إذا استعملنا منهج تلخيص
الموضوع في الخاتمة.
_ أما إذا استعملنا منهج التجاوز _وهو الأهم فلسفيا_ فإننا ندعو إلى توحيد كل الجهود
والطاقات من أجل إيجاد المناهج والوسائل الكفيلة بتطوير العلوم التجريبية، لتبلغ
مرتبة الصورية، وبالتالي الدقة المساوية لدقة الرياضيات، وتصبح نتائجها بالتالي
يقينية. مما يؤدي إلى تطور هائل في وظائفها الإنسانية، ومن التحكم أكثر في
ظواهرالكون، وحل مشاكل الإنسان حلولا جذرية ببلوغ الكمال الإنساني أقصى
درجاته. أي أن المشكلة الجديرة بالاهتمام هي البحث عن صيغة لتعلق الجميع
بهدف تطوير العلوم إلى مرتبة الرياضيات دقة ويقينا، وبالتالي إحداث ثورة حقيقية
في المعرفة وفي مكانة الإنسان في الكون.
********************
التوجيهات الخاصة بهذا الموضوع
I- المقدمة:
ـ الحدود الأساسية لهذا الموضوع:
اليقين _ نتائج العلوم _ بلوغ درجة اليقين الرياضي.
ـ العلاقة المنطقية:
_ إما علاقة تماهي ( تداخل الماهيتين )، أو علاقة اختلاف.
ـ تحديد الإشكالية:
_ تميز الرياضيات باليقين المطلق.
_ سعي العلوم إلى الاستعانة بالرياضيات.
ـ المشكلة:
_ تتجلى من خلال الشعور بمدى تماهي اليقين في العلوم والرياضات، وما يترتب
على ذلك من نتائج باهرة في تطور العلم وتطبيقاته، ووضعية الإنسان في الكون،
إذا بلغت المعرفة الإنسانية في هذا المجال مرتبة التماهي المنشودة.
II- التحليل:
ـ اقتراح موقف فلسفي، وليكن: الاختلاف بين ماهية الييقين الرياضي، وماهية اليقين
العلمي.
ـ الحجة:
_ تقوم الحجة هنا على إبراز أوجه الاختلاف بين ماهية اليقين الرياضي، وماهية
اليقين العلمي.
ـ المناقشة " النقد":
تقوم المناقشة أو النقد هنا على أساس إبراز التداخل بين الرياضيات والعلوم.
III- الخاتمة:
_ منهج التلخيص: تتمثل الخاتمة في تأكيد نسبية التداخل بين الرياضيات والعلوم.
_ منهج التجاوز: طرح إشكالية السعي إلى تكاثف الجهود والطاقات من أجل بلوغ
غاية تماهي وتطابق اليقين الرياضي واليقين العلمي، أو بلوغ نتائج العلم مرتبة
اليقين الرياضي.
*******************
الموضوع الثالث: تحليل النص
المرحلة الأولى: المرحلة التحليلية
_ قراءة النص قراءة تأملية بغية إدراك وحداته الفلسفية والمنطقية.
_ شرح عبارات النص وتحليلها ثم تصنيفها بحسب وظائفها الفلسفية والمنطقية فيه.
ـ تصنيف العبارت بحسب وظائفها:
1- من: " لقد آمن بعض العلماء " ... إلى: " لا يتعدى سطح الجلد الخارجي ".
2- من: " ولهذا رأينا في الأعوام الأخيرة " ... إلى: " لهذا التمرين ولهذا التدريب ".
3- من: " كل ما يلزم قوله " ... إلى: " تلعب فيهما كل من الوراثة والبيئة دورا هاما ".
ـ نعتمد على هذا التصنيف في جدولة العبارات بحسب وظائفها في النص:
العبارات الدالة على الإشكال
|
العبارات الدالة على الموقف
|
العبارات الدالة على الحجة
|
العبارات الهامشية ( لا وظيفة لها في النص )
|
1_ لقد آمن بعض العلماء ... لا يتعدى سطح الجلد الخارجي.
|
3_ كل ما يلزم قوله ... لهذا التمرين ولهذا التدريب.
|
2_ ولهذا رأينا في الأعوام الأخيرة ... تلعب فيهما كل من الوراثة والبيئة دورا هاما.
|
لا أثر لها في النص لأنها تكاد تنعدم فيه. ولذلك سلم من سلبياتها الفلسفية والمنطقية.
|
يتضح من الجدول أننا صنفنا العبارات وفقا لوظائفها الفلسفية والمنطقية في النص. فوضعنا العبارات (1) في الخانة المخصصة للإشكال، لأنها تتضمن موقفين متعارضين. وصنفنا العبارات (2) في الخانة المخصصة للحجة، لأنها تنتقد النظريات التي أخفقت في حل المشكل المطروح. ووضعنا العبارات (3) في الخانة الدالة على الموقف، لأنها تمثل الحقيقة الأساسية في رأي صاحب النص.
المرحلة الثا نية: مرحلة التركيب
_ ترجمة لصاحب النص في حالة وجود معلومات وظيفية عنه، أي مفيدة في تحليل
النص، وهو أمر ممكن للدارس عندما يكون الكاتب من فلاسفة البرنامج المقرر
خاصة.
ـ المرجعية الفلسفية:
_ فلسفة المعرفة _ فلسفة العلوم الإنسانية _ فلسفة علم النفس.
ـ الإشكالية:
_ هل تتحدد شخصية الإنسان بالوراثة أم بالبيئة؟ كيف يمكن تجاوز عجز العلم عن
حسم الموضوع؟
ـ موقف صاحب النص:
_ الحقيقة المؤكدة هي: الشخصية حصيلة لعوامل وراثية وأخرى بيئية.
ـ الحجة:
_ عدم انسجام النتائج المحصل عليها من خلال التجربة مع أطفال اليابان مع المبدأ
المعتقد فيه، يبطل فكرة التطرف في الانحياز للعوامل البيئية دون العوامل الوراثية.
ـ التقييم " النقد ": البرهنة غير كافية، لأن إبطال التطرف لا يلزم عنه بالضرورة
إثبات فرضية صاحب النص.
ـ الاستنتاج:
_ فكرة رد الشخصية إلى عامل دون آخر، فكرة تجاوزتها الدراسات العلمية في هذا
المجال ( العلوم البيولوجية والاجتماعية ) بالنظر إلى التفاعل الموجود بينها. إلا أن
المشكلة أصبحت بشكل آخر: أي تحديد نسبة تدخل كل من العاملين. فهل هذا أمر
ممكن على مستوى البحث العلمي؟ وإن أردنا التجاوز، قلنا: كيف يصبح ذلك
ممكنا؟
<v:imagedata o:title="bd05545_" src="file:///C:DOCUME~1MOUNIRLOCALS~1Tempmsohtml1